حسام غالي وحمادة طلبة
السؤال : ماذا افتقد
الزمالك في القمة 110 ضد الأهلي؟
الإجابة : حسام غالي !
تخيل معي ..
لاعب يبلغ من العمر 34 عاماً. كابتن النادي الأهلي. الفريق يترنح في الدور الأول لموسم يبدو أن
الأهلي سيخسر لقبة لأول مره من 11 سنة. اللاعب نفسه يقدم مستوى سيئا. ردود الفعل على مستواه تتراوح ما بين السخرية من السوء مرة و من مرور الكرة بين قدميه مرات، حتى جماهيره لم تعد تثق به. مجهود كبير، غضب دائم، عصبية شديدة تجاه الزملاء غير المقدرين للمسؤولية أحيانا،ً وتجاه الجهاز الإداري حياناً و تجاه الخصوم دائماً.
يرفض عماد متعب التقدم لضربة الجزاء الحاسمة في مباراة المغرب التطواني لسوء حالته النفسية فيتحمل غالي المسؤولية و يتصدى للركلة بنفسه. تضيع و يخرج غالي صامتاً.
مشكلة أخرى و عصبية شديدة وكارت أحمر في واقعة يخرج فيها عن شعوره غيرةً على قميص فريقه فيجد نفسه مجرداً من شارة قيادة نفس الفريق.
اسأل نفسك عزيزي القارئ . هل تتحمل أنت كل ما سبق؟
- كيف لشخص كهذا ألا تنهار ثقته بنفسه بالملعب؟
ملحوظة - مستوى
حسام غالي الفني يتغير و لكن ثقته بنفسه ثابتة عصية على التغيير بل إنها أحيانا تزيد عن الحد بشكل يسبب له و للفريق بعض المشاكل الفنية
- كيف لشخص كهذا ألا يخرج شاكياً باكياً شارحاً للإعلام في مؤتمرات صحفية بطولاته الخارقة و تضحياته العظيمة؟
- لماذا لم يتقرب لصفحات جماهيرية أهلاوية على السوشيال ميديا تبرر مواقفه و تشرح معاناته و تذكر جماهير
الأهلي بانتمائه الكبير لناديهم؟
- لماذا لم ينشر لنفسه صوراً على انستجرام مع عبارات جماهيرية أهلاوية ليبتز بها جماهير
الأهليعاطفياً ؟
- لماذا لم يظهر ضيفاً على أي من الفضائيات ليذرف الدموع على ظلم الأيام و قسوة الأحباب ليستجدي تعاطف الجماهير فتأتي المداخلات العاطفية "بنحبك يا غالي"؟
لماذا لم يفعل كل ما سبق أو أي مما سبق؟
الإجابة : لأنه نصف وزنه صلابة .. لأن منحنى ثقته بنفسه لم يتأثر أصلاً بكل ما سبق.
عندما هدأت الأجواء الأهلاوية بعد تعيين الكابتن فتحي مبروك وبدأت النتائج في التحسن و المعنويات العامة للنادي و جماهيره في الارتفاع لم يكن صعباً على غالي أن يستغل كل هذا و يتألق بشكل استثنائي ليصبح فجأة نجم الفريق. لم تكن العودة صعبة لأنه لم يكن على المستوى النفسي بعيداً.
في الوقت الذي يتشكك فيه البعض في إمكانية استمرار غالي بنفس المستوى الفني لموسم آخر، لا أجد في نفسي ذرة شك أن ما بداخل
حسام غالي وحده من ثقة بالنفس كان كافياً لفريق
الزمالك كله للفوز على
الأهلي في القمة 110.
